كان ياما كان جنين في بطن أمه لم يكن جنين عادي ينمو مع غذاء أم يتمني في عقله الباطني أن تكون الدنيا هذه ملكا له حتي يلعب ويمرح فيها ولكن ليس مجرد لعب أطفال ولكن لعب بذكاء وبتمرد ،مشاكس مع أخوته ووالديه وكانت أسرته محيطة له بالحب والحنان وكأنه بالفعل أول طفل علي وجه الأرض –أول مولود للأسرة بالرغم من أن الأب والأم كان لديهم طفلتين وطفل غيره ولكن سبب شقاوته وحركته الزائدة ملك عليهم الفؤاد فكان أول أربع سنوات مرح وسعادة وانطلاق مع أسرته وكأنها تعلم أن" الرياح ستأتي بما لاتشتهي السفن" ،كان أرجل وأيدي وأعين ساهرة لاتهمد من الحركة والانطلاق كان منذ طفولته محب للكرة ولعبة التينس بالرغم أنه لايفهم هذه اللعبة ،طفل شدتني إليه طفولته أن أكتب قصته بعد أن أدركتها ....ولكن فجأة وبعد مضي أربع سنوات طفولة جميلة مليئة بالحركة والمرح والإنطلاق انكسرن كل هذه المعاني من آمال داخل الأسرة من طفل سمته "حركة تمشي علي الأرض"لأنه أصيب وهو في ريعان طفولته بإعاقة كاملة أهدمت كل ما في حركة هذا الطفل ،انطفأت الفرحة التي حلمت بها الأسرة كثيرا وهذا الطفل في علم الغيب ولد هو أم بنت ولكن فرحة غريبة في حمل هذا الطفل لا تدري ما سببها ولكن سريعا الفرحة لم تدم إلا أربع سنوات معدودة من هذا الطفل ليس بوفاته ولكن بإعاقة كسرت من حركة الأرجل والأيدي فكانت من نتيجة هذه الإعاقة أن الطفل أصيب بشلل في قدميه وأيديه جعلته يجلس علي كرسي متحرك لا يستطيع أن يحرك رجليه نهائيا مع حركة أيدي بطيئة وبصعوبة ولكن ليس حركة طفل طبيعي وكان من نتيجة هذه الإعاقة اللئيمة صعوبة في التحدث حتي عند حديثه معك صعب أن تفهمه ولكن الشئ الوحيد الذي لم تصيبه الإعاقة هو عقل هذا الطفل ،ظل مثل ما هو- عقل يحب الإنطلاق والحركة...وكانت الأسرة في غاية الحزن فمثل ما فرحت شديدا حزنت شديدا ولكنها لم تكن تظهر هذا الحزن أمام ابنها ،كانت تظهر فقط العناية والاهتمام الشديد لدرجة أن ذلك انقلب إليه عكسا فجاء في نفسه علي انه ليس حب عادي ولكن حب لمعوق حتي لا يحس بشئ مما في نفسيتهم ..ومضت ست سنوات الطفولة الأولي من حب واهتمام الأسرة به فتم التقديم له بالمدرسة الابتدائية وكان دائما ما يشكر فيه أساتذته من تفوقه وسرعة البديهة لديه وكثيرا ما حصل علي الجوائز في هذه المرحلة وكانت أسرته تشجعه علي ذلك.والحق بالمرحلة الاعدادية وكان يشارك كثيرا في أنشطة المدرسة ولكن التي تناسب ظروفه ،ليس الكرة والتينس اللتان تحتاجا لحركة ودقة وسرعة ..كان يلعب لعبة ذكية لم يتعلمها أحد بسهولة وهي لعبة الشطرنج –لعبة كلها دهاء وذكاء من صاحبها ..تعلمها علي يد أستاذه في هذه المرحلة وبعد حصوله علي الشهادة الاعدادية وبتفوق تم إلتحاقه بالثانوية وكان محب كثيرا للمواد العلمية لانه كان يرغب أن يكون طبيب ولكنه كان يدرك كثير العلم أن الطبيب مهنة بعيدة عنه تماما لصعوبة ظروفه وبالرغم من هذه الظروف التي باعدته عن رياضتيه المفضلتان والمهنة التي حلمت بها أسرته كان واقعي ودخل القسم الادبي واستطاع أن يحب الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع مثل ما حب الفيزياء والكيمياء والأحياء ولكن هذه المواد اكتشفت له الإنسان ..في هذه المرحلة ازداد حزنه علي مهنته لكنه يظهر حزنه أمام أسرته لكن هذه الأسرة الحزينة لم تظهر آسفها أمام ابنها ،كان يمارس لعبة الشطرنج وقراءة الكتب والقصص وكان عقله لا يكف دائما عن الحركة وكانت الأسرة مثل ما كانت تعطيه من حب واهتمام كان الأب والأم يوصون أخوته علي أن يعاملون أخيهم بحرص ولا يجرحونه بأي لفظ وكان هذا الفتي المعوق "أنا لا أحب أن أطلق عليه معوق لإعجابي به"بنبهاته أدرك أن هذا الاهتمام ليس طبيعي مثل ما يعاملون باقي أخوته ...واستمرت الأسرة في ذلك في سرها منكسرة القلب علي ابنها ،،،وفي نتيجة الثانوية العامة كان الحزن شديد من الأسرة وهذا الابن ليس السبب أن الابن لم يأتي بمجموع كبير بالعكس كان السبب انه آتي بمجموع كبير ولم يستطع أن يلتحق بكلية الطب ليكون طبيب ويحقق حلمه لكن إعاقته المؤذية ألحقته بكلية التربية
ودخل الابن العالم الجديد ،العالم المفتوح سنة أولي جامعة من كلية التربية ،،وجد عالم مختلف من الشباب والفتيات وجد الأحلام والألعاب القديمة في الجامعة وهي الألعاب والأنشطة التي حلم بها وهو طفل صغير ،لكن استطاع أن يصاحب من زملائه في الكلية الكثير أحبهم و أحبونه فعلا حب صادق لشخصيته الاستقلالية القوية وليست شخصية المعوق الانهزامية وفي ذلك الوقت كان يجلس علي الكرسي المتحرك يساعدونه زملائه في التحرك واشتركوا جميعا في الأنشطة الجامعية ولكن هذا الابن والطالب الذكي شارك في لعبة الشطرنج وان متفوق فيها حتي حصل علي المركز الأول علي مستوي الجامعة وحصل علي جائزة مالية وميدالية الجامعة وهو لم ينسي دراسته فكان متفوق طوال الأربع سنوات الدراسة وهو الأول علي دفعته وكانت إعاقته هذه تقف حاجز بينه وبين كل نجاح يصل له لدرجة انه كان الأول ومن المفترض أن ترشحه الجامعة ليكون معيدا في كليته لكن القدر كالعادة لا يحالفه فكيف بهذه الإعاقة يجلس علي كرسي متحرك لايحرك يديه ولا قدميه وصعوبة فهم كلامه يكون معيد ويشرح للطلبة ..لكن الجامعة كافأته بكرسي متحرك آخر قدره خمسة عشر ألف جنيه يتحرك به دون مساعدة من احد ولكن كيف كرسي متحرك مرة ثانية يعوضه عن أحلامه وكأن الجامعة تظن أن هذا الكرسي المكلف سيعوض هذا الطالب المكافح عن أحلامه،،،فكلها في النهاية إعاقة مهما كان كرسي يحركه احد أو يحركه بمفرده ولكن الأسرة كانت تكافئه بحب واهتمام من وجهة نظر هذا الشاب حب زائف..زائف..مزيف.
ولكن هل تظن أن هذا الشاب سيظل بهذه الطموح مهما كانت الصعوبات؟!وسيظل بهذه الحركة وهذا الانطلاق طوال عمره أم أن اليأس سيحالفه يوما؟!وهل تعتقد أن الأسرة ستظل تقابله بالاهتمام والمساندة ؟!وإلي متي سنظل نحن نقابل المعوق بذلك الاهتمام الزائف؟!وإلي متي المعوق يستطيع أن يحقق أحلامه وأمنياته وان حققها لا تكمل؟!وإلي متي يظل المعوق بالرغم من قدراته الذهنية تحت جنح الظلام؟!
هل؟؟؟والي متي؟؟؟اسئلة نسالها نكاد لا نجيب عنها إلا بالابتسامة الزائفة في وجه انطلاق مقيد؟!!!
هل تدري أيها القارئ لماذا كلمة لكن ...تكررت كثيرا في القصة التي بين يديك؟؟

EmoticonEmoticon